واشنطن العاصمة – يوم الخميس، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بإنشاء مؤسسة مستقلة للمفقودين, وذلك لتحديد مصير أكثر من 130,000 مختفٍ قسرياً أو معتقل في سوريا. المنظمة السورية للطوارئ (SETF) سعيدة أنه بعد سنوات من الحملات التي قادها المجتمع السوري، قد اتخذ المجتمع الدولي خطوة هامة لتقديم الدعم الضروري والإجابات المرجوة للضحايا والناجين وعائلات المفقودين.
“الآن وبعد أن تحققت مرحلة حاسمة ومنتظرة منذ مدة طويلة، من المهم ضمان تنفيذها بشكل فعال. يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تضغط بالشكل اللازم لفرض هذا القرار الحيوي وتمكين الهيئة المستقلة المنشأة حديثاً، مع ضمان تنفيذ إجراءات ملموسة بدلاً من أن تكون مجرد اسم فقط”، وفقًا لما صرح به عمر الشغري، مدير شؤون المعتقلين للمنظمة السورية للطوارئ ومعتقل سياسي سابق في سوريا.
حظي القرار بدعم كبير، حيث صوتت لصالحه 83 دولة عضو، في حين صوت 11 عضواً ضده وامتنعت 62 دولة عن التصويت. ومن الدول التي عارضت القرار كانت سوريا وروسيا والصين وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا وإيران. وللأسف، امتنعت عن التصويت العديد من الدول العربية التي كانت قد تضامنت مع الشعب السوري في نضاله ضد نظام بشار الأسد الوحشي، وتلك نتيجة مباشرة لجهود التطبيع الأخيرة في المنطقة. الكويت وقطر فقط أبدتا دعمهما لهذا الآلية الحيوية.
منذ بداية الثورة السورية في آذار 2011، تم اعتقال مئات الآلاف من الناس بشكل تعسفي أو إخفاؤهم لأنهم تفوهوا بكلمات الحرية. استخدم نظام الأسد الاخفاء القسري والاعتقال التعسفي بشكل ممنهج لقمع أي شكل من أشكال الرأي المعارض. فقد تحمل آلاف المواطنين تعذيباً وحشياً وفقدوا حياتهم داخل سجون نظام الأسد حيث يتم دفنهم عادةً في مقابر جماعية, كما شهد شهود أساسيون مثل قيصر وحفار القبور وسائق البلدوزر.
تعبر المنظمة السورية للطوارئ عن امتنانها العميق للوكسمبورغ على قيادتها لهذا القرار، وعن تقديرها للدول الـ 83 الأعضاء التي صوتت لصالحه، ما يدل على التزام هذه الدول بقيم العدالة والمساءلة والحرية. في ظل جهود التطبيع الأخيرة مع نظام الأسد المجرم يكون هذا النصر تذكيراً مؤثراً بأن “منحنى الكون الأخلاقي طويل, ولكنه يميل نحو العدالة”.