بيان من إيفان نيلسن، الممثل الدنماركي الخاص السابق للأزمة السورية وعضو مجلس أمناء السورية للطورائ

Share on

هذا الأسبوع رأينا تخاذلاً جديداً للإنسانية حيث قامت روسيا بالاعتراض بحق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار يهدف إلى تفويض الأمم المتحدة لمواصلة إيصال المساعدات الإنسانية والتي تنقذ حياة الملايين من الناس في شمال سوريا. لقد خذل المجتمع الدولي السوريين مرة أخرى، ويجب عليه الآن أن يجد حلاً لمساعدتهم. يجب أن نتوقف الآن وإلى الأبد عن الاستسلام لوحشية ومكر روسيا ونظام الأسد في خدمة مصالحهم السياسية على حساب الشعب السوري.

 

على الرغم من أن المساعدة الإنسانية لجميع السوريين لا تزال ضرورية كما لم يحدث من قبل، يجب أن يكون المتبرعين والمنظمات الدولية على علم بأن المساعدات تحت سيطرة النظام لا تصل إلى السوريين في المناطق التي لا يسيطر عليها النظام. تصل المساعدات فقط إلى السوريين في تلك المناطق عندما تُسلم عبر الحدود دون أن يكون للنظام القدرة على العرقلة والتدخل.

 

يجب أيضاً على الجميع أن يدركوا ويتحملوا المسؤولية عن حقيقة أن المساعدات التي يسيطر عليها النظام دائماً ما يتم إساءة استخدامها على نطاق واسع، وينتهي بها الأمر في جيوب النظام كما تم توثيقه مراراً وتكراراً. يجب أن نصر على أن يقوم كل من المتبرعين والأمم المتحدة بإتاحة المعلومات للعامة لمعرفة ما مقدار دعمهم الذي يفيد السوريين المحتاجين بشكل مباشر، وأن نشير بوضوح إلى النسبة التي تصل إلى المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام والتي يسيطر عليها النظام على التوالي.

 

بشكل نفاقي ومأساوي، يساهم أصحاب الولاية الإنسانية من الأمم المتحدة والحكومات على حد سواء في تسييس الملف الإنساني مع زيادة زياراتهم حصراً لدمشق ومناطق أخرى تحت سيطرة النظام. وبذلك، فإنهم يتخذون مواقف بشكل متزايد في الصراع ويجب أن يسألوا أنفسهم ما إذا كان ذلك متوافقاً مع مبادئهم الأساسية الخاصة بعدم الحياد والنزاهة وبالتالي مع ولايتهم أيضاً.

 

إيفان إم. نيلسن، الممثل الخاص السابق للأزمة السورية وعضو مجلس أمناء مؤسسة الشرق الأوسط والتنمية.