للنشر الفوري
واشنطن – ١٦ تموز/يوليو ٢٠٢٥
تدين المنظمة السورية للطوارئ (SETF) بأشد العبارات سلسلة الغارات الجوية التي شنّتها القوات الإسرائيلية فجر اليوم على مناطق متفرقة من سوريا، مستهدفة مواقع حكومية ومدنية في دمشق ودرعا والسويداء. وتُعدّ هذه الضربات من أعنف الهجمات منذ سقوط نظام الأسد، وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ولسيادة سوريا وسلامة سكانها.
تأتي هذه الغارات ضمن نمط متصاعد من العمليات العسكرية، إذ نفذت إسرائيل خلال الأشهر السبعة الماضية قرابة ألف غارة جوية ومدفعية، وأكثر من ٤٠٠ توغل بري، واستولت على نحو ١٨٠ كيلومترًا مربعًا من الأراضي السورية. ورغم هذا التصعيد الخطير، التزمت الحكومة السورية بضبط النفس، وفضّلت المسار الدبلوماسي، عبر تقديم شكاوى رسمية إلى مجلس الأمن، واعتراض شحنات أسلحة موجهة لجهات مسلحة داخل سوريا، في محاولة لتجنب مزيد من الانفجار الإقليمي.
تبرير إسرائيل لهجماتها بـ”حماية الطائفة الدرزية” لا يصمد أمام القانون، ولا يُبرّر هذا الاستخدام المفرط والعشوائي للقوة. إن استهداف البنية التحتية الحيوية يهدد المدنيين مباشرة، ويُقوّض جهود الاستقرار وإعادة البناء، ويُغذّي مشروعًا أوسع لزعزعة وحدة سوريا وتقويض مؤسساتها، في مرحلة حرجة من الانتقال السياسي والتعافي الوطني.
تدعو المنظمة السورية للطوارئ المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، إلى اتخاذ موقف واضح يدين هذا العدوان، والمطالبة بوقف فوري للعمليات العسكرية داخل الأراضي السورية. كما تحث الأمم المتحدة على فتح تحقيق دولي في هذا العدوان، وضمان حماية المدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي الوقت ذاته، تؤكد المنظمة السورية للطوارئ إدانتها لأي انتهاكات أو تجاوزات داخلية تطال المواطنين السوريين، مهما كانت انتماءاتهم أو مناطقهم. وتشدّد على ضرورة فتح تحقيق فوري وشفاف في الانتهاكات الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء، ومحاسبة كل من تورّط في استخدام القوة أو ممارسة العنف ضد المدنيين. فاحترام القانون، وكرامة الإنسان، والحوار بين جميع المكونات الوطنية هي السبيل الوحيد نحو بناء سوريا الجديدة، القائمة على العدالة والمواطنة.
سوريا بحاجة إلى العدالة… لا إلى مزيد من الدماء والدمار.
