تنعى المنظمة السورية للطوارئ (SETF) ببالغ الحزن وفاة الناشط والحقوقي مازن الحمادة، الذي دفع حياته ثمناً لمواقفه الشجاعة ضد نظام الأسد. كان مازن، الذي ذاق التعذيب الوحشي في معتقلات النظام حتى عام 2013، مثالاً للصمود والنضال من أجل الحرية والعدالة.
بعد نجاته من زنازين الأسد، انضم مازن إلى جهود المنظمة لنقل معاناة الشعب السوري إلى العالم. برفقته، جابت معارض صور “قيصر” أرجاء العالم، من ماليزيا إلى الكونغرس الأمريكي، حيث ألهبت شهاداته القلوب وأثارت دموع الحاضرين. كان مازن يروي قصص المعتقلين، ويعيد تمثيل فظائع التعذيب حتى في الأماكن العامة، ليكشف الوجه الحقيقي لنظام الأسد أمام الجميع.
لكن في 2020، وبعد أن استدرجه النظام بوعود كاذبة، عاد مازن إلى سوريا، حيث تعرض مرة أخرى لأبشع أنواع التعذيب. وأظهرت التقارير والصور أنه أُعدم بوحشية في مستشفى حرستا قبل تحرير الثوار لدمشق في 7 ديسمبر 2024.
سيبقى مازن رمزاً للشجاعة والحرية. إرثه يلزمنا بمواصلة النضال من أجل محاسبة مجرمي الحرب، وضمان مستقبل مشرق لسوريا الحرة.
“كنا نأمل حتى اللحظة الأخيرة أن مازن لا يزال على قيد الحياة”، تقول ناتالي لاريسون، مديرة البرامج الإنسانية في المنظمة. “لو كان بيننا الآن، لكان يغني ويرقص مع الأحرار في شوارع وطنه المحرر”.
إلى عائلة مازن وأصدقائه وكل من تأثر بإرثه ورحيله، نقدم أعمق التعازي. ستظل ذكراه حية في قلوبنا ونضالنا المستمر من أجل العدالة.