محكمة الاستئناف في باريس تؤيد مذكرة الاعتقال الدولية بحق الدكتاتور السوري بشار الأسد

شارك الرابط

٢٧ يونيو ٢٠٢٤

واشنطن، العاصمة ــ في انتصار كبير للعدالة، رفضت محكمة الاستئناف في باريس طلب المدعي العام الفرنسي إلغاء مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة بحق الدكتاتور السوري بشار الأسد. وتتعلق مذكرة الاعتقال هذه والتي أصدرتها فرنسا في نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٢٣ بجرائم حرب واستخدام الأسلحة الكيميائية.

أصدر قضاة فرنسيون من الوحدة المتخصصة في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التابعة لمحكمة باريس القضائية مذكرات اعتقال بحق الرئيس السوري بشار الأسد وثلاثة من كبار مسؤولي النظام بتهمة تواطؤهم في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أعقاب الهجمات الكيميائية في دوما وريفها. الغوطة الشرقية في آب/أغسطس ٢٠١٣، والتي راح ضحيتها أكثر من ١٤٠٠ قتيل وآلاف الجرحى. والمسؤولون المذكورون هم شقيق الأسد “ماهر الأسد”، قائد الفرقة الرابعة مدرع، وجنرالان سوريان هما غسان عباس وبسام الحسن.

في مايو/أيار، طلب المدّعون الفرنسيون المعنيين بمكافحة الإرهاب من محكمة الاستئناف في باريس رفع مذكرة الاعتقال بحق الأسد، مشيرين إلى حصانته المطلقة باعتباره رئيس دولة في السلطة. وعلى الرغم من أن رؤساء الدول يتمتعون عمومًا بالحصانة من الملاحقة القضائية، إلا أنه يمكن التنازل عن هذه الحصانة في حالة الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، كما ظهر في حالة الأسد. يمثل هذا القرار المرة الأولى التي تعترف فيها محكمة وطنية بأن الحصانة الشخصية لرئيس دولة في منصبه ليست مطلقة.

ويعني الحكم أنه يمكن اعتقال هؤلاء الأفراد الأربعة وإحضارهم إلى فرنسا لاستجوابهم من قبل قضاة التحقيق. وفي حين أنه من غير المرجح أن يواجه الأسد المحاكمة في فرنسا، فإن إصدار مذكرة اعتقال دولية ضد رئيس دولة في منصبه أمر نادر ويبعث برسالة قوية حول قيادة الأسد في وقت رحبت فيه بعض الدول بعودته إلى الحظيرة الدولية.

وعلق ستيفن راب، عضو مجلس أمناء المنظمة السورية للطوارئ والسفير المتجول السابق للولايات المتحدة لشؤون جرائم الحرب، على القرار قائلاً: “هذا القرار التاريخي يعني أن حصانة رئيس الدولة لم تعد تعني الإفلات من العقاب في المحاكم الوطنية”. وأضاف: “سيسرع ذلك اليوم الذي سيواجه فيه الأسد ضحاياه ويحاسبهم على جرائمه الوحشية. كما ينبغي أن يجعل التطبيع الذي يسعى إليه مستحيلا، لأنه سيصنف من يتعامل معه كمتواطئ في تحديه للعدالة. وحتى لو مرت سنوات قبل اعتقاله، فلن يجرؤ على السفر، وسيظل محاصرا في سجن من صنعه”.

 

نبذة عن المنظمة السورية للطوارئ

المنظمة السورية للطوارئ هي منظمة سورية-أمريكية مقرها في واشنطن العاصمة. تعمل المنظمة بلا كلل لوضع حد للقتل في سوريا من خلال المبادرات الإنسانية والمناصرة والسعي لتحقيق العدالة والمساءلة عن جرائم الحرب. اليوم، تقف المنظمة السورية للطوارئ باعتبارها أبرز منظمة أمريكية تعمل في سوريا، كما يتضح من التأثير الذي أحدثته على أرض الواقع في سوريا والولايات المتحدة. تعمل أيضاً كمصدر للتوعية من خلال إيصال أصوات الشعب السوري إلى المسرح الدولي. من الشهادات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى حملات جمع التبرعات المجتمعية المحلية، يجمع الفريق أشخاصًا متشابهين في التفكير مصممين على النضال من أجل سوريا آمنة وحرة بعيدًا عن الديكتاتورية المجرمة.